نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا شاب في الثلاثين من العمر أعمل ولدي ما يكفي لفتح بيت، ولكن والدتي لا تسمح لي بالزوج لشدة تعلقها بي.. فهي لا ترضى إلا بأن أكون بجانبها.. حتى إنها لا تسمح لي بغرفة مستقلة عنها، ولا أسافر للعمل إلا نادرا بسبب حالة التوتر التي تصيبها... أرشدوني ماذا أصنع؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الأم لا تلام على تعلقها بأبنائها وحبها لهم، فتلك سجية جبلها الله عليها وليس من السهل تجريدها منها، غير أن بعض التعلق ربما زاد عن حده مما قد يؤثر سلبا على حياة بعض الناس، وهذا هو الذي يحتاج لقدر من التفكير وإعادة النظر مع البحث عن الحلول الممكنة، وهي في مثل هذه الحالة موجودة ومتعددة بحمد الله.
حياك الله أيها الأخ الكريم نرحب بك ونشكرك على التواصل مع الموقع، وهذه بعض النقاط المعينة على تصحيح هذه الوضعية:
عليك باللجوء إلى الله بأن يصلح الأمور ويوفقكم لما فيه صلاح دينكم ودنياكم.
الأم بطبعها تحب أن يكون لها أحفاد تسعد بهم وتأنس بقربهم، فاعمل على تذكيرها بذلك... لعله يحرك لديها تلك الرغبة فيكون ذلك معينا على تخطي الوضع والنفسية التي تعيش بها.
ناقشها في حال صفاء، وذكرها بأن هذه سنة إلهية وأنك ستظل بالقرب منها ولن تكون بعيدا عنها، ويحسن أن تبحث عن بيت يسعكم جميعا بحيث تظل والدتك بالقرب منك.
أخواتها ومنهم في مثل سنها يكون لهم أثر عليها فاحرص على توسيط من تراه مناسبا لذلك.. وليكن كل ذلك في هدوء إذ يظهر من كلامك أن حالة أمك فوق المعتاد وهذا يعني أن إرغامها على أمر لا ترغبه قد يكون له أثر سلبي عليها.
عليك أن تبحث عن امرأة قادرة على استيعاب والدتك بحيث تستطيع التعايش معها وكأنها أمها، وهذا بلا شك سيقضي على المشكل الذي تعاني منه أمك والذي يجعلها تخاف عليك بهذا الحد.
في بعض الحالات النادرة قد يحتاج الأمر إلى تدخل طبيب نفسي ليقنعها بأن الأمر معتاد ولا إشكال فيه وهذا إذا ما تصورنا أن لديها حالة نفسية حادة بحيث توصف بالحالة المرضية.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.